وقدمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس-بلاسخارت، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، السيد جان بيير لاكروا، إحاطة لمجلس الأمن. وتركزت مداولات المجلس على التقرير المرتقب للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن تنفيذ القرار 1701 (2006) وتصعيد الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.

وأكدت بلاسخارت: “بالنظر إلى التحذيرات والدعوات الجماعية العبثية، لا يحتاج المرء إلى قدرة خارقة لقراءة المستقبل ليدرك أن الوضع بين لبنان وإسرائيل سيتفاقم”.

ونظرا لارتفاع عدد القتلى والنزوح الجماعي والدمار الواسع النطاق، قالت هينيس بلاسخارت لمجلس الأمن إن “لبنان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية”، وشددت على أن “آلة الحرب تفشل في معالجة المشاكل الأساسية للخط الأزرق”. العودة إلى منازلهم؟

وذكرت: “على الرغم من كل ما حدث، يواجه الجانبان الآن فرصة جديدة لوضع حد لهذه الحقبة المدمرة، خاصة وأن الإطار الذي يمكن أن ينهي الصراع موجود بالفعل: القرار 1701″، مضيفة: “لكن ما يجب أن يكون” وأوضح تماما أن الأطراف هذه المرة لن يكون بمقدورها اختيار بنود معينة لتنفيذها وتجاهل أخرى.

وشددت على أن “الجانبين لا يستطيعان تحمل عواقب فترة أخرى من التنفيذ غير الجاد للقرار تحت ستار الهدوء الظاهري، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى اندلاع حرب جديدة”.

وشددت على “مدى أهمية عودة الدولة اللبنانية إلى المعادلة”، مؤكدة أن “البحث عن حلول في مجال ما يجب ألا يؤدي إلى خلق فراغات في مجالات أخرى”، مشددة على أن “الجهود المبذولة من أجل ويجب أن يركز حشد الدعم للقوات المسلحة اللبنانية على الاحتياجات المحددة في جنوب وشمال نهر الليطاني.

وأشارت إلى أن “الأثر الاقتصادي لهذا الصراع سيكون بعيد المدى، مما يزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي المتدهور بالفعل والذي يتسم بالفساد المنهجي على نطاق واسع”.

وبينما رحبت بـ”جميع مساهمات المانحين حتى الآن”، أوضحت أنه “بما أن تمويل النداء الإنساني العاجل للبنان لا يمثل سوى 23.5%، فيجب ترجمة الالتزامات إلى تمويل فعلي يتناسب مع خطورة الأزمة”.

وأشارت إلى أن “الشعب اللبناني كان يوصف دائما بالشعب الصامد، وهو تعبير أصبح الآن مهترئا ويسبب استياء الكثيرين. ويمكن القول إن اللبنانيين سئموا من دورة الأزمات المستمرة. إنهم ببساطة يريدون ويستحقون مسارًا مستدامًا للمضي قدمًا نحو المستقبل مرة واحدة وإلى الأبد.