ويؤكد وصول هوشستاين إلى إسرائيل أن مهمته ستشمل لبنان تلقائياً في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ربما غداً الجمعة أو السبت. مصادر سياسية وثيقة الصلة بحركة الاتصالات أكدت لـ”” أن نقله من إسرائيل إلى لبنان سيتقرر على أساس النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحققها في إسرائيل، خارج إطار الشروط المرفوضة التي طرحتها إسرائيل في الأيام الأخيرة بشأن مهلة شهرين واتفاق يُخضع لبنان لإسرائيل ويمنح جيش الاحتلال حرية انتهاك سيادة لبنان والاعتداء عليه في أي وقت.

وبحسب المصادر نفسها، فإن «الشروط التي تطرحها إسرائيل لا يرفضها لبنان فحسب، بل لا يقبلها الأميركيون والفرنسيون والمجتمع الدولي برمته». ومن الواضح أن إسرائيل تحاول الخروج من الخراب الواسع النطاق وتفرض على مدنها وقراها استثماراً وتقديمه على أنه إنجاز كبير داخل إسرائيل، تستغله لإملاء شروط إخضاع لبنان. إسرائيل تتفوق في الجو على المباني المدنية وفي قتل المدنيين، لكنها تخسر في المجال العسكري، حيث، كما يرى الجميع، أفعالها حتى الآن تتناقض مع ما تريده إسرائيل. وفشلت العملية البرية في تحقيق عودة سريعة لسكان المستوطنات الشمالية، كما أن خسائره باعترافه فادحة للغاية. وبالتالي، لم تتمكن البلاد من فرض هذه الشروط وإجبار لبنان على الالتزام بها.

وجاء في تقييم المصادر نفسها: “إذا جاء هوكشتاين إلى لبنان بهذه الشروط الإسرائيلية، فهو يحكم على مهمته بالفشل، وإن كنا نستبعد أن يروج لهذه الشروط المرفوضة والأولوية لمشروع استيطاني على أساس القرار 1701 و مكوناته من دون زيادة أو نقصان «وفق آلية تنفيذ هذا القرار الذي يقبل به لبنان ولا يمس سيادته».

واللافت أن الموقف اللبناني بشأن الالتزام بالقرار 1701 ثابت، وقد أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري التأكيد على ذلك أمام زواره، قائلاً: «لبنان قال ما لديه، إننا مع التنفيذ الكامل للقرار 1701». بكل بنوده، والشرط الأساسي لذلك هو وقف شامل وكامل لإطلاق النار، ومن دون وقف إطلاق النار «لا يوجد حل سياسي». أما التوصل إلى حل سياسي قبل الانتخابات الأميركية، فهو برأي بري «متاح في أي وقت». لكنه غير مرجح لأن نتنياهو لم يكتف من الدم والدمار والقتل وسيواصل التصعيد بينما…”المقاومة موجودة ويمكن أن تمنعه ​​من تحقيق أهدافه واحتلال الجنوب”.