ما هو تاريخ المثل: اتق شر من تحسن إليه؟
ليس هناك قصة محددة لهذه المقولة، لكنها مبنية على تجربة إنسانية مشتركة. كثير من الناس يجتمعون في حياتهم ثم ينقلبون عليهم ويؤذونهم. قد يكون هذا بسبب الطبيعة المتوسطة أو غير الطبيعية لهؤلاء الأشخاص أو بسبب سوء الفهم أو التوقعات غير الواقعية.
وهناك بعض الأمثلة التاريخية التي تدعم هذا القول، مثل قصة نبي الله يوسف عليه السلام الذي أحسن إلى إخوته ثم حاولوا قتله وإلقائه في الجب. وقصة حاتم الطائي المشهور بكرم ضيافته عندما حاول أحد ضيوفه قتله.
ولكن من المهم أن نلاحظ أن هذا القول ليس مطلقا، إذ لا ينبغي أن يخشى كل من أحسن إليه. هناك الكثير من الشرفاء الذين يقدرون الطيبة ويردونها بالإحسان.
وإذا أردنا أن نفهم هذا القول بشكل أفضل يمكننا تقسيمه إلى قسمين:
- القسم الأول: “اتق شر الذي أحسنت إليه” أي أنه يجب علينا أن نحرص على الناس الذين أحسننا إليهم، ولا نتوقع أن يردوا إلينا الخير، وإلا فقد فعلوا ذلك. ينتقمون منا بالشتائم.
- والشق الثاني: “”إلى من أحسنت”” وهذا يعني أن هذا المثل يشير إلى الأشخاص الذين يستحقون الصدقة وهم أناس كرام يقدرون الصدقة ويردونها بالإحسان.
وإذا تأملنا هذه الأفكار يمكننا الاستفادة من هذا القول في حياتنا اليومية من خلال:
- بشكل عام ولكن مع الحذر تجاه الأشخاص الذين لا نعرفهم جيداً أو الذين نلاحظ فيهم صفات سيئة.
- توقع اللطف من الأشخاص الكرام، ولكن ليس من الأشخاص السيئين.
- كن على استعداد للرد على الإساءة بلطف، حتى لو جاءت من شخص لا يستحقها.
هل يوجد من يقول: خافوا الشرير، وأحسنوا إليه؟
ليس هناك مؤلف محدد لهذا القول، لكنه منسوب إلى كثير من المفكرين والحكماء مثل:
- علي بن أبي طالب: “الرجل يصبح قاسيا عندما يلطف”.
- قال عمر بن الخطاب: «لم أجد لئيمًا قط إلا من تنقصه المروءة».
- قال ابن أبي عوف: «من عشرين سنة كنت كلما أركب عليها بغلتي أقول: «اللهم اكفني شر من أحسنت إليه».
لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا القول ليس نصًا قرآنيًا أو حديثًا نبويًا، بل هو حكمة شعبية مبنية على التجربة الإنسانية المشتركة.
فهل ينطبق اليوم مقولة “اتقوا شر من أحسنتم إليه”؟ هل هناك أي أمثلة؟
نعم هذه المقولة صحيحة اليوم، ونستطيع أن نجد أمثلة كثيرة عليها في حياتنا اليومية، مثل:
- قد يقابل الشخص شخصًا آخر محتاجًا، ويقدم المساعدة، ثم يُقابل بالجحود أو الإهانات في المقابل.
- قد يقدم شخص ما قرضًا لشخص آخر، ليتفاجأ برفض السداد أو حتى طلب المزيد من المال.
- وقد يدافع أحدهم عن شخص آخر ثم يتفاجأ بالخيانة أو الخيانة.
هذه الأمثلة ليست سوى بعض الأمثلة التي يمكن أن نجدها لهذا القول.
ولكن من المهم أن نلاحظ أن هذا القول ليس مطلقا، إذ لا ينبغي أن يخشى كل من أحسن إليه. هناك الكثير من الشرفاء الذين يقدرون الطيبة ويردونها بالإحسان.
وإن كنا لا نريد الوقوع في فخ هذا القول فيمكننا اتباع النصائح التالية:
- بشكل عام، كن لطيفًا مع الناس، لكن كن حذرًا من الأشخاص الذين لا نعرفهم جيدًا أو الذين نلاحظ فيهم صفات سيئة.
- توقع اللطف من الأشخاص الكرام، ولكن ليس من الأشخاص السيئين.
- كن على استعداد للرد على الإساءة بلطف، حتى لو جاءت من شخص لا يستحقها.
فإذا اتبعنا هذه النصائح يمكننا أن نستفيد من الصدقة دون أن نتضرر.