الصيام والأنبياء
وهي من العبادات التي أوجبها الله تعالى على المسلمين، كما أوجب على الأمم السابقة ومنهم الأنبياء. وقد ورد الصيام في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
وقد ورد صيام الأنبياء في السنة النبوية الشريفة رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صام نوح واحداً». الحياة إلا يوم الفطر وعيد الأضحى، وصام داود نصف عمره؛ وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وكان إبراهيم يصوم في الشهر ثلاثة أيام. صام الدهر وأفطر الدهر».
وبناءً على هذه النصوص يمكن القول أن صيام الأنبياء اتخذ أشكالاً مختلفة، منها:
- الصيام الدائم كما فعل نوح عليه السلام.
- وصيام نصف يوم كما كان يفعل داود عليه السلام.
- صيام ثلاثة أيام في الشهر كما كان يفعل إبراهيم عليه السلام.
- صيام أيام معينة، كأيام البيض، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
والحكم من صيام الأنبياء كثيرة، منها:
- التقرب إلى الله عز وجل.
- التقوى والخوف من الله عز وجل.
- تدريب نفسك على التحلي بالصبر والعمل الجاد.
- تطهير النفس من الذنوب والخطايا.
ولذلك نرى أن الصيام كان عبادة عامة بين الأنبياء عليهم السلام، وكانوا يمارسونه بكل سرور لما فيه من فائدة عظيمة للفرد والمجتمع.
من هو أول نبي صام؟
وهو آدم عليه السلام بعد أن نزل إلى الأرض فقبل الله دعاءه وتاب عليه. وكان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، الأيام البيض من كل شهر قمري، من الليلة الثالثة عشرة إلى نهاية اليوم الخامس عشر.
وفي الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول من صام آدم عليه السلام ثلاثة أيام». “في كل شهر.”
وكان هذا الصوم وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل وشكر نعمه. واستمر صيام الأيام البيض من كل شهر بين الأنبياء حتى أنزل الله تعالى صيام شهر رمضان على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أركان الصيام
أركان الصيام هي الأشياء التي لا بد منها لصحة الصوم، وبدونها لا يصح الصوم. هناك ركنان:
الركن الأول: النية
النية هي عزم القلب على فعل الشيء وإصراره عليه دون تردد. وأما نية الصيام فهي نية الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
النية شرط لصحة الصيام، سواء كان الصوم واجباً أو تطوعاً. ويجب أن تكون النية في القلب، ولا تنطق باللسان.
وأما وقت النية، ففي الصوم الواجب يجب أن يكون عند غروب شمس اليوم السابق. ويجوز في صيام التطوع تأجيل النية إلى وقت الصيام، أو إلى الظهر، أو إلى وقت العصر، أو إلى وقت غروب الشمس، أو إلى وقت العشاء.
الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات
فهذا يفطر الصائم ويخرج الصائم من حالة الصيام. تشمل وجبة الإفطار ما يلي:
- الطعام والشراب.
- مرور.
- يخرج الدم من الجسم .
- إدخال شيء آخر غير الأنف والفم في الجسم.
- القيء المتعمد.
- أفطر بوعي قبل غروب الشمس.
ومن الأشياء التي تفطر الصيام:
- نزيف عرضي، على سبيل المثال. ب- عند خروج الدم من الأنف والفم والأذن ونحوها.
- القيء العرضي.
- دخول شيء آخر غير الأنف والفم إلى الجسم عن غير قصد.
- تناول الأدوية التي لا تدخل إلى المعدة، مثل: ب- الأدوية التي يتم تدخينها أو حقنها.
إذا فعل الصائم مفطراً عمداً، فصيامه باطل ويجب عليه القضاء إذا كان الصيام واجباً.
هل الصيام لله عز وجل؟
نعم الصيام لله عز وجل. وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ إنه لي وأنا أجزي به».
ومعنى الحديث أن الصيام عبادة خالصة لله عز وجل، وليس للعبد فيه شيء. فالله تعالى هو الذي فرضها، وهو الذي يكافئ عباده بها.
هناك عدة أسباب تجعل الصيام عبادة خالصة لله تعالى، منها:
- الصيام عبادة سرية لا يعلم بها إلا الله تعالى.
- الصيام عبادة بعيدة عن النفاق، فهو لا يؤدي إلا إلى التقرب إلى الله تعالى.
- الصوم عبادة لا يستطيع أحد أن يعبد بها غير الله تعالى، ولا يمكن أن يعبد به أحد غير الله تعالى بالصيام.
وعلى هذا فالصيام عبادة عظيمة لها فضل عظيم عند الله تعالى. فهي عبادة خالصة لله عز وجل، لا يستحق الثواب عليها إلا هو سبحانه.
هل يساعد الصيام على التعافي؟
أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام يمكن أن يساهم في الشفاء من بعض الأمراض من خلال آليات مختلفة، منها:
- تنشيط عملية التجديد في الجسم: يؤدي الصيام إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يدفع الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة. وهذا ينشط عملية التجديد في الجسم، حيث يتم إصلاح الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة.
- تقليل الالتهاب: يؤدي الصيام إلى تقليل الالتهاب في الجسم. ويلعب الالتهاب دورًا في العديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
- تحسين وظائف الجهاز المناعي: يؤدي الصيام إلى تحسين وظائف الجهاز المناعي. يساعد الجهاز المناعي الجسم على مقاومة الأمراض.
وإليكم بعض الأمراض التي يمكن علاجها بالصيام:
- أمراض القلب: أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد في خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مرض السكري: أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
- السرطان: أظهرت الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد في تقليل نمو وانتشار الخلايا السرطانية.
ولكن تجدر الإشارة إلى أن الصيام لا يمكن أن يكون علاجاً بديلاً للعلاج الطبي في جميع الحالات. ويجب استشارة الطبيب قبل الصيام إذا كان الشخص يعاني من أي مرض أو حالة صحية معينة.
وإليكم بعض النصائح لصيام صحي:
- ويجب أن يتم الصيام بشكل تدريجي، ويجب عدم الصيام لفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
- في وجبة الإفطار يجب عليك تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- يجب عليك شرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى أثناء الإفطار.
- ويجب تجنب التدخين والكحول أثناء الصيام.
إذا شعر الشخص بأعراض غير عادية مثل الدوخة أو الدوخة أو الصداع أثناء الصيام، فيجب عليه التوقف عن الصيام فورًا.