عمر الرسول عندما نزل الوحي
وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين سنة قمرية، أي 39 سنة شمسية تقريبا. نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء بجبل النور بمكة ليلة القدر من شهر رمضان.
وقد جاءت أحاديث صحيحة عن عمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزل الوحي، منها رواية الإمام أحمد والشيخين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: : «نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة».
وأوضح بعض العلماء أن اختيار الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم نبياً وهو في الأربعين من عمره كان بسبب الحكمة، أي أن عقله وتفكيره قد نضج وخبرته وتجاربه في اكتملت حياته، مما مكنه من تحمل أعباء الرسالة وإيصالها إلى الناس.
كيف كانت حياة النبي محمد قبل أن يبلغ الأربعين؟
قبل أربعين سنة، كان محمد مليئا بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة، وكان يتمتع بشخصية قوية وقيادة ممتازة. وقد أظهر العديد من الخصائص في حياته قبل البعثة، بما في ذلك:
- الصدق والأمانة: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم معروفاً بين الناس بالصدق والأمانة، حتى أن قومه لقبوه بالصادق الأمين.
- الجود والسخاء: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كريماً كريماً. كان يحب مساعدة الفقراء والمحتاجين.
- العدل والإنصاف: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم عادلاً منصفاً، ولم يفرق بين الناس في حكمه.
- الرحمة والرأفة: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحيماً رؤوفاً. كان يحب فعل الخير للناس ويحاول مساعدتهم.
- الحكمة والعقلانية: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم حكيماً وعقلانياً، يفكر في الأمور بعقلانية ويزنها قبل اتخاذ القرار.
قبل البعثة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعيش حياة هادئة ومستقرة، ويعمل في التجارة ويساعد أهله وجيرانه. كما اهتم بتأمل الكون والتأمل في خلق الله عز وجل، مما ساعده على الاستعداد للمهمة التي ستوكل إليه.
وفيما يلي بعض الأحداث الكبرى في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة:
- ولادته: ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفيل، وقد توفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب قبل ولادته.
- تعليمه: نشأ على يد جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب الذي أحسن تربيته وتعليمه.
- حادثة شق الصدر: حدثت هذه الحادثة عندما عرج به النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فشق صدره ونزف منه دماً، ووضع عليه قلباً جديداً.
- رعاية الغنم: رعى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الغنم في شبابه، مما علمه الصبر والمثابرة والثقة بالنفس.
- التجارة: اهتم صلى الله عليه وسلم بالتجارة حيث كان يسافر إلى الشام واليمن في رحلات التجارة.
- زواجه: تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد وهي في الأربعين من عمرها. وكانت امرأة حكيمة وثرية، وكانت تساعده على تحمل أعباء الحياة.
- العزلة في غار حراء: كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتاد العزلة والتأمل في الكون. وكان يختوي إلى غار حراء في جبل النور للتعبد والتفكر.
وهكذا كانت حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مليئة بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة التي أهلته لنقل رسالة الإسلام إلى الإنسانية.
هل كان الوحي على النبي محمد طبيعيا؟
لا، لم يكن الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حدثاً عادياً، بل كان حدثاً عظيماً وغير عادي غيّر حياة البشرية إلى الأبد. نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء بجبل النور بمكة ليلة القدر من شهر رمضان. فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في صورة جبريل عليه السلام، فنزل عليه فقال له: اقرأ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أنا بقارئ، فقال جبريل عليه السلام: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ فردد جبريل عليه السلام قوله ثلاث مرات، ثم قرأ جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} (العلق:1).
وقد نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة غريبة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كلام جبريل عليه السلام بقلبه ثم يردده على لسانه. وكان هذا الحدث في البداية صعبا على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان يخشى أن يكون مسحوراً أو مجنوناً. ولكن بعد أن أيقن أن هذا الوحي جاء من عند الله تعالى، بدأ بنشر رسالة الإسلام بين الناس.
ولذلك كان الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حدثاً عظيماً وغير عادي غيّر حياة البشرية إلى الأبد.