ليس هناك في هذه المرحلة أفضل من صمود حزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يمنعه من تحقيق أهدافه. هذا بالنسبة لهم هو التعريف البسيط للانتصار في هذه الحرب، ولا يقل عن انتصار رئاسة سيأتي في وقته.
وبسبب ترتيبه للأولويات والتحديات، يشعر «حزب الله» الذي استشهد أمينه العام السيد حسن نصر الله وعدد من قادته، بأنه يخوض حرباً وجودية على قاعدة «أكون أو لا أكون». خاصة بعد أن حققت الوحدة الإسرائيلية أهدافها، من إعادة المستوطنين النازحين إلى الشمال إلى تدمير الحزب ككل، كما قال وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يسعى مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى “تغيير الوجه”. وفي سياق هذا التحدي الوجودي، يرى «الحزب» أن الظروف الراهنة لا تسمح بالخوض في تفاصيل القانون الرئاسي أو حسمه وفق معايير ثابتة، فالأمر يتعلق أولاً ببقاء التي سيتعرضون لأبشع عدوان حتى يتم انتخاب الرئيس المناسب لهم. إضافة إلى ذلك، فإن تنصيب رئيس تحت النار أو تحت الضغط يمكن أن يؤدي إلى التشهير بالاسم أو إنشاء «خط عسكري» بحجة «الضرورة الانتخابية» لضمان مرور الخيار المشبوه القائم على قصر بعبدا على فرضية خاطئة أصلاً تقول إن ميزان القوى الداخلي تغير، وما كان صحيحاً قبل الحرب لم يعد صحيحاً بعد الحرب، نظراً لتسارع القوى السياسية في اتخاذ القرار، نظراً لتأثير الحرب الإسرائيلية والاستنتاجات المتسرعة لها. ونتائجها” حث على تأجيل حسم هذا الادعاء إلى ما بعد وقف إطلاق النار، حتى لا يكون أحد غير مستعد أو متفاجئ، ولو كان معارضو “حزب الله” قد بدأوا مبكراً بالتحرك على أساس “الثنائي الشيعي” الضعيف ولذلك، لم يعد لديه حق النقض أو القدرة على اعتراض الموجة المعارضة. وهناك من يشير إلى أن نتيجة محاولة انتخاب الرئيس بالتحريض على العدوان الإسرائيلي لم تثبت إلا أن هذا التقييم للوضع كان سطحياً ومرتجلاً وأنه كان الاختبار الأول خلال الحرب لتطويقهم… الأنصار من هذا الرأي يؤكدون أن دخان التفجيرات والغارات لا يمكن أن يخفي الاستحالة، وتشير شخصية سياسية إلى أنهم لا يتجاهلون أياً من المكونات الأساسية في انتخاب رئيس المقبل، كما أن “الأمر لم يحسم”. والرئيس بري لن يدعو إلى جلسة انتخابية حتى إعلان وقف إطلاق النار”، لافتا إلى أن التوازنات الداخلية أكثر تعقيدا من حماسة الهواة. وتشير هذه الشخصية إلى أنه رغم أن «الحزب» تكبد خسائر في هذه الحرب، إلا أنه لم يتكبد أي خسارة، وأن هناك فرقاً جوهرياً بين الأمرين، ومن لم يميز الأول عن الثاني فقد ارتكب أخطاء جسيمة. في مقاربة وفهم حقيقة وضع الحزب. وترى أنه، خلافاً لما يظنه البعض، فإن بري لا يقل قلقاً على موقع حزب الله في المعادلة السياسية من الحزب نفسه، نظراً لعلمه بدقة الموازنات الوطنية وضرورة حمايتها.