مصدر دبلوماسي فرنسي قال لـ«»: «فرنسا لن تستسلم حتى لو فقد لبنان الأمل في الحل الدبلوماسي». وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما قبل اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان مطروحا على الطاولة واتفق الجميع على تكثيف المفاوضات لإيجاد السلام. الحل الدبلوماسي وإقامة وقف طويل الأمد لإطلاق النار لتنفيذ القرار 1701. ماذا لكن ما حدث هو أنه على الرغم من الإشارات الإيجابية التي تلقيناها عندما ناقشنا النقاط النهائية، إلا أن الموازين تغيرت من جميع الأطراف، بما في ذلك الجانب الإسرائيلي، قبل أن يذهب نتنياهو إلى نيويورك ويخدع الجميع.

ويقول المصدر الدبلوماسي الفرنسي: إن “الخلاف الفرنسي الإسرائيلي سببه لبنان، ولم يكن الرئيس يخاطر بالعلاقات الاستراتيجية بين فرنسا وإسرائيل لو كان الخطاب دولة أخرى غير لبنان، حتى بين فرنسا وكل الدول الغربية”. والحقيقة أن الرئيس الفرنسي يواجه الجميع نيابة عن لبنان، ليس على المستوى الأوروبي فحسب، بل على مستوى جميع الدول المتحالفة مع إسرائيل، وأن فرنسا اتخذت مواقف متقدمة، أولا دفاعا عن لبنان، و” ثانيا، كان على شخص ما أن يؤكد نفسه ضد الجميع. وكان لا بد من أن تتدخل دولة رمزية في المجتمع الدولي لتظهر أنه لا يزال هناك أصول في هذا العالم وأن لبنان ليس غزة، بل أن هناك حكومة ودولة وشعبا في لبنان.

لذلك يقول المصدر: إن «فرنسا تحاول حشد التضامن الأوروبي في المؤتمر الذي سيعقد غداً من أجل لبنان، لكن بسبب المواقف المتصلبة لبعض الدول فإن الأمور معقدة وليست سهلة».

ويضيف: “بالطبع هناك حدود لما يمكننا القيام به، فلا يمكننا اليوم خوض حرب مع إسرائيل”. وعندما نبهنا لبنان، اتهمنا بإرسال رسائل تهديد، وتم استقبال تحذيرنا بغطرسة. واليوم يدفع لبنان ثمن غطرسة مسؤوليه. ولهذا السبب تلوم فرنسا اليوم لبنان ومسؤوليه على وصولهم إلى ما هم عليه اليوم، وهم يعلمون جيداً أننا حذرناهم من أنهم يلعبون بالنار.

لا التسمية

ويقول المصدر الدبلوماسي الفرنسي: إن “الجهود الدبلوماسية الأساسية تتركز على استكمال الانتخابات الرئاسية رغم التحديات”. ويضيف: “الفرنسيون والخماسيون لم ولن يشاركوا في تعيين رئيس ”. السؤال أن الاسم لبناني بطبيعته وليس صحيحا أن فرنسا اقترحت أسماء. ما زلنا ملتزمين بإكمال الانتخابات الرئاسية ونعتقد أن الفرصة اليوم ملحة على المستوى الإقليمي وليس فقط على المستوى الداخلي.

مؤتمر باريس

وعن مؤتمر باريس، يكشف المصدر: «أنه يأتي بمبادرة من الرئيس ماكرون نفسه وهدفه استقطاب أكبر قدر ممكن من الدعم من الدول المشاركة، ونطاق المشاركة واسع ويشمل دولاً أوروبية وعربية». المجتمعات من أمريكا اللاتينية ستتم على جميع المستويات الإنسانية والسياسية. أما الجانب المالي فيتعلق بجمع أكبر دعم مالي لجهود الإغاثة ودعم لبنان في أزمة اللاجئين. الجزء المهم يتعلق بالجيش اللبناني ودعم سلطته على كافة الأراضي اللبنانية للحفاظ على السيادة. وهذا الموضوع أساسي بالنسبة لفرنسا، فهي ترى أن للجيش دوراً مهماً في إطار القرار الدولي 1701، بل وخارجه، ويجب دعمه في ممارسة هذا الدور، لا سيما في انتشاره في الجنوب. لبنان وضمان احتياجاته من التكيف والمعدات قبل الانتشار. ولأن فرنسا مقتنعة بأنه سيأتي اليوم الذي يتم فيه تنفيذ هذا الأمر مهما احتاج إلى مساحة دبلوماسية، فمن الأفضل أن نكون مستعدين.

الجانب السياسي

ويقول المصدر الفرنسي إنه من الطبيعي أن يصدر هذا المؤتمر توصية تبدأ بتطبيق القرار 1701 وتنتهي بضرورة انتخاب رئيس ووقف إطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية والمطالبة ليس فقط بالرئيس بل لتشكيل حكومة كاملة.

وعن مستوى المشاركة في المؤتمر، يقول المصدر إن ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيشاركان أيضاً، خلافاً لما تم تصويره إعلامياً. مع الإشارة إلى أن فرنسا لم تتلق حتى الآن اعتذارا عن المشاركة. وتشارك في المؤتمر كافة الدول العربية وكذلك دول جنوب أفريقيا والجزائر وأمريكا اللاتينية، مع ملاحظة أنه سيكون هناك اختلافات في مستوى التمثيل وسيكون هناك مدراء ومسؤولون لملفات محددة.

في المقابل، ترى فرنسا أن المؤتمر يوفر فرصا لمناقشة كافة القضايا وبالتالي فهو ضروري لأنه يسلط الضوء على لبنان كدولة على المستوى الدولي وسيقدم الرئيس نجيب ميقاتي خطة إنقاذ كاملة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

إسرائيل ليست مدعوة

وغني عن القول أنه لن تتم دعوة إسرائيل، التي، بحسب المصدر، قد لا تكون ملزمة بتنفيذ القرارات، بعد أن اعتادت المجتمع الدولي على عدم الالتزام أو الالتزام النسبي بالقرارات الدولية، لافتاً: “إسرائيل توقف سياستها”. العدوان ليس بالضرورة، ولكن من خلال المواقف. ومن المهم أن تدرك إسرائيل أن لبنان ليس وحيدا ولا تربطه علاقات حصرية مع بعض دول المنطقة، بل أن وراءه مجتمعا دوليا يدعمه ويعارض إسرائيل، ونقول هذا أيضا لإسرائيل، إن هناك عيون تراقب ما تفعلونه في لبنان وبيروت.

ويضيف المصدر: “من المؤكد أن فرنسا ستتخذ موقفا متقدما تجاه إسرائيل، فهي ليست عدائية بقدر ما ترفع صوتها وتقول لها إنها بحاجة إلى التهدئة وأن فرنسا مستمرة في دعم أمنها”. العلاقات بين لبنان وفرنسا تجبرنا على إبلاغ إسرائيل أن لبنان ليس… وحيداً، وعليها أن تأخذ بعين الاعتبار الموقف الفرنسي حفاظاً على عقيدة اللبنانيين والدولة الفرنسية، بأن «حزب الله» قد ينهض من جديد بعد هذه الحرب وليس الدولة اللبنانية”.

حول المساعدة

ويشير المصدر: «لدينا علاقة جيدة مع وزارة الصحة في مجال تقديم المساعدة ونثق في الخطة التي تم وضعها للتعامل مع الأزمات وفرنسا في مكان ما في تطوير تلك الخطة وفي بناء تلك الخطة». “لقد قدمت وزارة الصحة هذه المساعدة، لكن جزءا كبيرا منها يذهب أيضا مباشرة إلى الجمعيات التي نثق بها، مثل الصليب الأحمر وكاريتاس وغيرها من الجمعيات المعروفة”.

إخلاء

وعن المؤشرات الأولى لطرح خطة إخلاء في حال إغلاق مطار بيروت، يوضح المصدر الفرنسي: “طالما أن مطار بيروت يعمل بشكل منتظم ويسير رحلات بشكل طبيعي، فإننا سنساعد مواطنينا الذين يسافرون عبر الشرق الأوسط”. الخطوط الجوية «لكننا اليوم لسنا في مزاج لإجلاء كامل، رغم أن هناك خطة إخلاء خاصة في حال توقف مطار رفيق الحريري عن العمل».

وفيما استبعد المصدر هجوماً إسرائيلياً على المرافق العامة والبنية التحتية، أشار في المقابل إلى أنه “لا يمكن حرمان إسرائيل من الضمانات إذا شعرت أنها تريد زيادة الضغوط لأنها لم تحصل على كل ما تريد”. يريدون “كل شيء ممكن”، ويشير إلى أنه “على الرغم من الانتصارات الجوية التي حققتها إسرائيل، يجب على إسرائيل أن تدرك أن إعادة المستوطنين إلى منازلهم ليس هو الطريق الصحيح، لأن التصعيد سيبعدهم عن الهدف”. “

ويرى المصدر أن “الجميع سيعود في مرحلة ما إلى الحل الدبلوماسي عندما يرى أن الحل العسكري لن يأتي بنتيجة، والحل هو العودة إلى تطبيق القرار 1701، أي بالتنسيق مع الاقتراح الفرنسي”. للعودة إلى أمريكا قبل بدء الحرب.