وأجواء المحادثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوشستاين، بحسب معلومات من أشخاص مطلعين على الأجواء، قالت إنها «كانت إيجابية من حيث الشكل وعكست جدية واشنطن في إنهاء الحرب سريعاً، أساساً». فلا يمكن إعطاء الأولوية للإيجابية على السلبية والعكس صحيح. بل كان مفتاحاً لإعلان النوايا الأميركية الجادة في السعي الحثيث إلى وقف إطلاق النار واستعادة الأمن والهدوء في المنطقة الحدودية. لذلك تعتبر الزيارة مهمة جداً في هذا الوقت وتتجلى أهميتها وخطورتها في أنها تمثل الخطوة الأولى في البحث عن الحلول. ولكن لكي نميز خيط السلبية عن خيط الإيجابية لا بد من انتظار موقف إسرائيل مما ينتظرنا. علماً بأن إسرائيل أرسلت بالأمس إشارة غامضة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، أعلنت فيها الليلة الماضية أن “العملية البرية في جنوب لبنان ستنتهي بعد أسابيع وأن سكان الشمال سيعودون إلى منازلهم”. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مدير الموساد يسعى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين لبنان وغزة”.
وبحسب مصادر الموثوقة فإن المحادثات جرت في أجواء هادئة وقدم الجانب اللبناني صورة عن الوضع في ظل الاعتداءات الإسرائيلية والأعمال الإسرائيلية التدميرية ضد القرى والبلدات اللبنانية والاستهداف الإجرامي للمدنيين، وقال هوشستين وأنه أصبح من الضروري وضع حد لهذا الوضع. وفي الختام، أكد الجانب اللبناني على موقف لبنان بشأن أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والتزامه الكامل بالقرار 1701 وتنفيذه بكافة جوانبه.
وقالت المصادر نفسها إنه خلافاً لكل الطروحات والشروط الإسرائيلية التي ترددت قبل الزيارة، فإن هوكشتاين لم يقترب أو حتى يقترب من الشروط الإسرائيلية المزعومة لوقف إطلاق النار. ولم يكن القرار 1559 قريباً منه ولا بعيداً عنه. ولم يذكر تجاوز القرار 1701، بل أكد على أن القرار 1701 يعتبر أساس الحل الذي يجب التوصل إليه وتنفيذه في المستقبل القريب. ومن هنا تصريحه أنه لا يكفي الالتزام بالقرار، بل تطبيقه مع وضع الثقة في الجيش اللبناني ودعمه في إنجاز مهمة الانتشار الواسع في المنطقة الجنوبية، لا سيما في منطقة العمليات. من القوات المسلحة التابعة لليونيفيل.
وأكدت المصادر أن هوكشتاين لم يذكر تغيير مهام القوات الدولية لتضع مهمتها تحت الفصل السابع. ولم يرد أي ذكر للعمل الإسرائيلي. أما القانون الرئاسي فلم يحظ بمساحة كبيرة في المناقشات، فهو أمر يمكن حسمه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار على أساس انتخاب توافقي لرئيس .