لماذا ابتلع الحوت نبينا يونس؟
-صلى الله عليه وسلم- ذكرت أربع مرات في القرآن الكريم في سورة الأنعام ويونس والصافات والقلم. وخلاصة القصة أن الله تعالى أرسل يونس -عليه السلام- إلى قومه في مدينة نينوى بالعراق ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام. لكن قومه كذبوا عليه واستهزئوا به، فغضب يونس -عليه السلام- وتركهم وتوجه إلى البحر وركب سفينة مع جماعة من الناس.
وبينما كانت السفينة في البحر حدثت عاصفة شديدة كاد البحر أن يفجر السفينة. فعلم الركاب أن سبب الريح هو واحد منهم، فسحبوا، فوقعت القرعة على يونس (عليه السلام). فألقوه في البحر فابتلعه الحوت.
وتجول الحوت في البحر ثلاثة أيام ويونس عليه السلام في بطنه. وكان يدعو الله عز وجل كل يوم ويستغفره. وفي اليوم الثالث سمع يونس -عليه السلام- صوت الحوت يقول له: “يا يونس ماذا فعلت؟”، فقال يونس: “لقد عصيت الله عز وجل وغضبت منه”. له: “ما رأيك في التوبة أمام الله عز وجل؟”، فرد عليه يونس: “أنا تائب وأستغفر الله العظيم”.
فاستجاب الله تعالى لدعاء يونس – عليه السلام – وأمر الحوت أن يقيء يونس – عليه السلام. فتقيأه الحوت على الأرض، فرجع يونس -عليه السلام- إلى قومه ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل. فآمنوا به وتاب الله عليهم.
أما سبب ابتلاع الحوت لنبينا يونس فقد ورد في التفسيرات عدة أسباب منها:
- -عليه السلام- لأنه غضب على قومه وأعرض عنهم قبل أن ييأس منهم.
- أراد الله تعالى أن يختبر يونس عليه السلام ليعرف مدى صبره وطاعته لله عز وجل.
- أراد الله تعالى أن يظهر للناس أنه قادر على إنقاذ عباده من أصعب المواقف.
ولعل السبب الأقرب هو السبب الثالث، وهو أن الله تعالى أراد أن يظهر للناس أنه قادر على إنقاذ عباده من أصعب المواقف. ولم يكن أمام يونس عليه السلام إلا الدعاء إلى الله عز وجل والاستغفار. فسمع الله تعالى دعاءه وأنقذه من بطن الحوت.
كم بقي سيدنا يونس في بطن الحوت؟
ولا يوجد ذكر محدد في القرآن الكريم. لكن في تفسير ابن كثير عن سعيد بن أبي الحسن البصري أنه لبث في بطن الحوت أربعين يوما. وجاء في تفسير البغوي أنه قضى هناك أربعين يوما وليلة. وتفسير عطاء أنه مكث سبعة أيام. وقيل: ثلاثة أيام.
قد يكون سبب عدم ذكرنا مقدار الوقت الذي قضاه نبينا يونس في بطن الحوت هو أنه ليس مهما في سياق القصة، بل ما حدث له خلال تلك الفترة دعا الله عز وجل وطلب رزقه. الاستغفار، فسمع الله تعالى دعاءه وأنقذه من بطن الحوت.