بحث حول اطفال الشوارع

إن ظاهرة أطفال الشوارع منتشرة على نطاق واسع حول العالم وهي ظاهرة خطيرة حذرت منها المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة. وذكروا أن هذه الظاهرة تشهد تزايدا كبيرا وأن نحو 150 مليون طفل حاليا يعانون من التشرد في الشوارع دون مأوى وطعام وشراب وملبس كاف ودون أهل لرعايتهم. وفي هذا المقال سنلقي نظرة على ظاهرة أطفال الشوارع ونناقشها في هذا المقال “أبحاث حول أطفال الشوارع” فلنتعرف أكثر على هذه الجوانب في السطور القليلة القادمة.

من هم أطفال الشوارع؟

هناك العديد من التعريفات التي تتناول أطفال الشوارع. على سبيل المثال، عرفت الأمم المتحدة ظاهرة أطفال الشوارع بأنهم جميع الأولاد والبنات الذين يبحثون عن مأوى في الشوارع وليس في المنازل، على سبيل المثال في الأنقاض أو الأماكن المهجورة، ولا يتمتعون بالرعاية في جميع المجالات، ولكن ليس لديهم أي مصدر رزق وليس لديهم من يعتني بهم من الكبار من حيث الصحة والتعليم والتربية والأخلاق.

وهناك تعريف آخر قدمه بعض العلماء الذين عرفوا ظاهرة أطفال الشوارع وهو أن هذه الظاهرة تحدث عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة والذين يمارسون حياتهم في جوانب مختلفة مثل: ب. الأكل والشرب والنوم في الشوارع دون مأوى وحماية. ومنهم من يعمل بشكل غير رسمي في العديد من القطاعات غير الشرعية وغير الشرعية من خلال استغلالهم من قبل بعض العصابات.

الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وهذه الأسباب هي أسباب عائلية وهي:

  • تفكك الأسرة بسبب الطلاق والانفصال بين الأب والأم وعدم رعاية الأب والأم بعد الانفصال يؤدي إلى خروج الأطفال إلى الشوارع.
  • كثرة الأبناء: عدم الاهتمام بالأطفال قد يكون بسبب عدم قدرة الأب والأم على توفير احتياجات أطفالهم العامة والخاصة، مما يؤدي إلى لجوء الأطفال إلى الشوارع. ولذلك تنتشر هذه الحالات في الأحياء الفقيرة، ولا يتمكن الأب أو الأم من تلبية الاحتياجات، فتنشأ ظاهرة أطفال الشوارع.
  • القسوة: أحد الأسباب العائلية الخطيرة التي تجعل الأطفال يُرسلون إلى الشوارع بدلاً من داخل الأسرة. ويهربون بسبب القسوة المفرطة والمفرطة من الأب والأم في تربيتهم.

كما أن هناك العديد من الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى زيادة انتشار ظاهرة أطفال الشوارع. هذه الأسباب هي:

  • الظروف الاقتصادية الصعبة: الأسر غير قادرة على توفير احتياجات أطفالها الخاصة من طعام وشراب وملبس ومأوى مناسب. ولذلك يستطيع الأطفال مساعدة الأسرة وإعالتها في تلبية هذه الاحتياجات، مما يدفعهم إلى العمل في بعض الأعمال في الشوارع لتأمين هذه الاحتياجات الضرورية والأساسية للأسرة.
  • البيئة الفقيرة: يمكن للبيئة أن تشجع وتحفز على انتشار ظاهرة طفل الشارع، حيث أن البيئة الفقيرة تؤدي إلى انحراف الأطفال عنها ونزولهم إلى الشوارع.
  • التسرب من المدرسة: من الأسباب الخطيرة التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، حيث لا يتحمل أولياء الأمور الرسوم المدرسية، مما يؤدي إلى تسرب الأطفال من المدرسة وترك التعليم وممارسة أنشطة الشارع والعمل في العديد من الأنشطة. الوظائف التي لا تناسبهم في هذه البيئة.

كما أن هناك العديد من الأسباب التي – في بعض الأحيان – يمكن أن تكون مرتبطة بالأطفال أنفسهم، مثل: ب. حب المسؤولية الشخصية والاستقلالية، إذ يخرج الكثير من الأطفال إلى الشوارع لتحقيق رغبتهم في العمل وإشباع احتياجاتهم، فضلاً عن ميلهم إلى تحرير أنفسهم من قيود البيئة الأسرية السلبية التي تسبب لها للهروب من الأسرة وعدم اهتمامها العاطفي من الأسرة مما يجعلها تهرب من الأجواء القاسية التي تعيشها أسر الكثير من الناس.

4 جوانب خطيرة لتأثير ظاهرة أطفال الشوارع

لظاهرة أطفال الشوارع العديد من الآثار الخطيرة، ومن هذه الآثار الخطيرة ما يلي:

  • المشكلات الاجتماعية: تنتج عن العديد من المشكلات الاجتماعية التي يواجهها أطفال الشارع مثل: ب- انتشار الجهل والأمية والتخلف وزيادة أعداد العاطلين عن العمل وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي تتزايد في مختلف المجتمعات.
  • المشاكل الأمنية: تنشأ هذه المشاكل من ظاهرة أطفال الشوارع، حيث ينشأ الأطفال في بيئة تهدد الأمن وينخرطون في شبكات الجريمة المنظمة والعصابات التي تستغلهم في الاتجار بالمخدرات والسرقة والدعارة وغيرها من الجرائم التي تتزايد بشكل متزايد. الفوضى الأمنية الخطيرة في المجتمعات الإنسانية .
  • المشاكل النفسية: يتأثر أطفال الشوارع نفسياً سلباً بسبب دخولهم سوق العمل مبكراً مما يؤدي إلى مشاكل نفسية بسبب قلة الرعاية والتعليم ويتعرضون لمشاكل نفسية كالإساءة والقسوة مما يؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية المختلفة. فالمشاكل والأزمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال تعود إلى عدم التكيف والتفاعل مع المجتمع من كبار السن والكبار، وهم غير مصممين لذلك. بل تعتبر مرحلة الطفولة من الفترات المهمة في الحياة التي يحتاج فيها الأطفال إلى التربية على بعض القيم والأخلاق الحميدة التي تحمي نفسيتهم من الأذى.
  • المشاكل الصحية: يعاني أطفال الشوارع من العديد من المشاكل الصحية مثل: ب. سوء التغذية بسبب نقص العناصر الغذائية التي تقوي جهاز المناعة لدى الطفل، وكذلك هشاشة العظام وانتشار العديد من الأمراض الخطيرة بسبب نومهم في الشوارع، مثل الأمراض الصدرية والتنفسية، وأمراض العيون، وحمى التيفوئيد، والجرب، الجلد والأمراض الأخرى.

كيفية التعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع

تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع وتشريدهم ظاهرة خطيرة، إلا أن الحكومات والدول حول العالم تسعى حالياً إلى متابعة العديد من الحلول التي من شأنها أن تساعد في القضاء على هذه الظاهرة نهائياً. هذه الحلول هي:

  • توفير نظام اجتماعي يساعد على تفعيل آليات رصد أعداد أطفال الشوارع المعرضين للمخاطر المختلفة.
  • بناء مؤسسات اجتماعية تقدم الدعم المالي والمعنوي للأسر الفقيرة وتمنع أشكال العنف والقسوة التي يعاني منها الأطفال والتي قد تدفعهم إلى الهروب من الأسر الفقيرة.
  • إنشاء مراكز رعاية وتأهيل لجميع أطفال الشوارع لإعادة تعليمهم وتأهيلهم بشكل جيد حتى يتم دمجهم في التعليم بشكل أفضل من تواجدهم في الشوارع.
  • تطوير برامج التخفيف من حدة الفقر لدعم الأسر الفقيرة في البلدان ذات الظروف الاقتصادية السيئة.

وتعرفنا على ظاهرة أطفال الشوارع الخطيرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. وتعرفنا أيضًا على هذه الظاهرة والحلول التي يمكن اتخاذها للقضاء على هذه الظاهرة.