تعريف النثر

قال في كتاب البلاغة في علم البيان لأبي بكر عبد القاهر الفارسي: “النشر” في الأصل: الأشياء الصغيرة كالدراهم والدنانير والجواهر والحبوب ونحوها، لأن فيها مالاً. شكل محدد للانتشار، وهو لا يحدث مع الأجسام الكبيرة، وبما أن القصد من “النرث” هو جمع الأشياء في كف أو وعاء، فيحدث فعل حيث ينتشر كل شيء دفعة واحدة، ومع الأجسام الكبيرة لا يحدث هذا، ولكن فإذا حدث في الحرب سقط المهزوم غير منظم ومنظم، كما يحدث في شيء متفرق، عبر عنه نثرا، ونسب هذا الفعل إلى المنذر، إذ كان سببا في هذا التفرق، الفرق الذي حقيقة ” النثر” من حيث طبيعة المعنى وعالميته حاضر بشكله المستعار دون شبهة، والقصة هي أشهر أشكال النثر في الأدب العربي قديمه وحديثه، ورغم أن القرآن الكريم واضح من الآيات التي جعل الشعراء والأدباء غير قادرين على قراءة الحروف، تبدأ السورة بالحروف ألف ولام وميم تقرأ، بينما القراءة تتم بنفس الحروف المرتبطة بمعنى الألم، كما دعت في سورة الانشراح معجزة الكرسي وسلط القرآن الضوء على الرواة السابقين لقصة يوسف عليه السلام، فقال في وصفها: {نحن نقص عليك أحسن هذه القصص بما أوحينا إليك ولو كنت من قبل من الغافلين}. سورة في القرآن تسمى أيضاً سورة القصص. والله مدح في قصصه الحقيقية التي يصفها سبحانه بقوله: “وكل منا يأتيكم بنبأ الرسل الذي ثبتنا به قلوبكم وأنكم جئتم إلى هذا” الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين } سورة هود، الآية 120.

التفضيل بين الشعر والنثر

  • وفي كتاب “أحكام صنعات السلام” للوزير الأندلسي محمد بن عبد الغفور قارن بين الشعر والنثر، فقال: “النثر أصل وأشرف لمن لبسه وطلبه”. – وقال البخاري عن عبد الله بن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن يمتلئ بطن أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا”.
  • وقد أهان رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة من يكثر الشعر في القول والتكرار بتفضيله على الذي يكون بطنه كله مملوءا بالقيح، وهو القيح الذي يخرج من الدمل الواحد. وقيل: الحيض الذي لا يخالطه دم، والدورة: هي المناسبة. ينتفخ في الجرح ثم ينفجر منه، وهذا ممن يغلب عليه الشعر، فيكثر منه حتى يشغله عن القرآن وذكر الله، أو ما يسمى بالشعر أيضا. ما فيه سب أو هجاء أو تفاخر، كما كان الشعر السائد في الجاهلية، وكان الحسن رضي الله عنه يقرأ في المسجد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. ولشدة صعوبته وصعوبة طريقه يتحمل … الشعراء عن المبالغة في الدين حتى تؤدي إلى تحريف اليقين ويدفعه إلى الكذب، والكذب ليس من صفات (خصائص) المؤمنين، ومن كلام بعض الفصاحة (من أهل الفصاحة): احذروا الشاعر فإنه يحتسب ثواب الكذب، ويضرب صاحبه بأقل زلة، وقال الأصمعي: يصيبه الشر، ويصيب صاحبه بأدنى زلة. وعندما يتغلغل في الخير يضعف. وكتب إلى عثمان بن عفان: اشتريت لك غلاما خاليا. فكتب إليه عثمان رضي الله عنه: لا حاجة لي به، رده، فإن نصيب أهل العبد إلا نصيبه شاعرا، إذا رضي أن ينسب إلى نسائهم، حتى إذا تجرأ على الهجاء بهم، وهذا من عيوب الشعر، فإن الكتابة والشعر غير متوافقين لعدم توافق طبيعتيهما المثل: “شيئان نادرا ما يجتمعان: لغة فصيحة وشعر جيد”.

ابن عبد الغفور الناقد العربي وتفضيله للنثر على الشعر

وفي كتاب “أحكام صناعة الكلام” الذي تناول فيه النثر قواعد وأمثلة، ذكر ابن عبد الغفور تفضيله النثر على الشعر، فانحاز إلى النثر، لأن الشعر ليس إلا فرعا من النثر. والنثر أصح في ظاهره وأشرف لحامله وطالبه، وقد انتقد الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الشعر سبب لسوء الأخلاق والفجور والمبالغة والكذب، وهو وسيلة للربح. إنها تجبر صاحبها على الانخراط في خطاب مدح بما فيه الكفاية. ومن الغريب أن ابن عبد الغفور وجد خطأ في الوزن. الوزن سبب للغناء، والغناء جزء من الغناء، والغناء ترياق للزنا. ويخلص هذا الناقد في النهاية إلى أن الشعر والنثر غير متوافقين لأن طبائع قومهما غير متوافقة، ومع أنه يعترف بهذه الميزة إلا أننا نجده يقول: كان الأمر كذلك، “لكن الناس مختلفون عن هؤلاء الناس، واليوم يختلف الأمر”. عما هو عليه اليوم.”

أنواع النثر في أحكام الكلام لابن عبد الغفور

ابتكر وزير الأدب محمد بن عبد الغفور مصطلحًا جديدًا لأنواع النثر: فالكتابة في نظره تشمل عدة فئات، منها:

  • التافه: لعدم تحياته بالسجدات والفواصل، وهو أصل النثر، إذ التزيين بكثرة السجع أمر طارئ.
  • والتيار: وهو جميل التعبير الحسن، والإيماءة اللطيفة، والتمثيلات والاستعارات الرائعة، وتزداد العناية فيه بالانسجام، دون أن يغلب عليه هذا الانسجام.
  • المصنوع: هو ما تزين بالصنعة، وتزين بأشياء بديعة متنوعة، ومزين بكثرة الفواصل والسجع.
  • المرسى: وهو الذي يزخر بالرسائل والأمثال والأشعار والآيات والأحاديث، ويكتب فيه آيات القريض.
  • المغيسن: هو ما له فروع وفروع، فيكون التضاد فيه متوازيا، فمن تقابل أربعة بأربعة (ومن السلام يولد السلام، ومنهم الجوهر، ومن اللغة تنشأ اللغة، حتى لو). يشع العنبر).
  • المفصل: وهو الذي يختلف فيه النثر والمنتظم.
  • المبتدع : هو الذي يقرأ فيه الكلام من جهتين وثلاثة وربما أربعة.