علم التفسير و أصوله
يرتبط علم التفسير وأصوله بالقرآن الكريم، ويأتي التفسير من كلمة “يشرح” أو “يشرح”. ولها معانٍ عميقة مرتبطة بأسباب نزول الآيات والأحداث المرتبطة بها، ولذلك لا بد من شرح هذه الآيات وتوضيح المعنى الذي بقي مخفيًا عنها. كما يرتبط علم التفسير بالسيرة النبوية وما قاله الرسول عن آيات القديس، وفي هذا المقال نتعرف على علم التفسير وأصوله ومفهومه كما وصفه علماء المسلمين. ونتعرف أيضًا على العديد من مراحل العلم التفسيري وأصولها في السطور التالية.
ماذا تعني الهيرمينوطيقا؟
ولعلم التفسير تعريفات كثيرة ذكرها العلماء. التفسير هو تفسير وتوضيح وتفسير القرآن الكريم وآياته. وسوف نتعرف على هذه المفاهيم من خلال النقاط التالية:
- تعريف الأصفهاني: عرّف الأصفهاني علم التفسير بأنه كشف المعنى المعقول لآيات القرآن الكريم.
- تعريف السيوطي: أما السيوطي فله تعريف واضح لعلم تفسير الآيات بأنه معرفة أسباب نزول الآيات القرآنية والأحداث والحقائق والقصص التي نزلت فيها هذه الآيات، كما معرفة جيدة بالآيات المشابهة، وأي آيات نزلت في مكة، وأي آيات نزلت في المدينة، وما نسخ وألغي، وآيات الحلال والحرام، وأحكام العبادة، وغير ذلك من أبواب كتاب الله العزيز.
- تعريف أبو حيان: عرّف أبو حيان علم التفسير بأنه البحث في كيفية نطق كلمات القرآن وآياته، وما هي بنياتها، وما هي الدلالات والمعاني التي تحملها الآيات.
- تعريف الزركشي: للزركشي تعريف مختلف لعلم التفسير فهو تفسير وفهم للمراد من كتاب الله العزيز، وبيان معناه، واستنباط أحكامه، وتحديد ما هو منسوخ وملغى. كتاب الله، وتفصيل أصول الفقه، والقراءة الصحيحة، وغيرها من جوانب كتاب الله عز وجل.
ظهور علم التفسير
وبما أن التفسير له تعريفات كثيرة، فإن أصله يدل على أهمية هذا الفقه. بدأ علم التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أُعطي الكتاب، وكان رسول الله يفهم آيات جبريل فيعلمه إياها ثم شرحه وشرحه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثلاً بشرح المعنى والمفردات وغيرها من القصص القرآنية ومعرفة أحداثها.
وبعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم جاء الصحابة الكرام الذين بدأوا يأخذون علم التفسير عن رسول الله وتطور الأمر فيما بعد حيث نجد الكثير من الصحابة انضموا إلى تفسير الآيات من الله عز وجل، مثل السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكانت زوجة رسول الله وكانت تحبه. فذهبت إليه النساء ورأت الكثير من أحداث النبي وأقواله وأخبرت عنه الكثير، فكان فهمها للقرآن عظيماً جداً لأن آيات الله عز وجل نزلت في بيتها.
ومن الصحابة الكرام الذين تميزوا بحسن التفاسير: عبد الله بن مسعود – عبد الله بن عباس – أبي بن كعب – علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، كما فهموا كثيرا من أقوال رسول الله و لقد فهمت الآيات لقد تم تفسير القرآن بعمق وتفسيره بطرق عديدة للمسلمين. وها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي فسر القرآن في مسجد الكوفة، وقد اقتدى به عبد الله بن مسعود أيضاً، وكان العباس من الصحابة الكرام الذين اختاروا مسجد مكة مكاناً للتفسير من آيات الله اختار. وأما أبي بن كعب فكان من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. السلام على تفسير القرآن بالمدينة المنورة.
التفسير على رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن بعد الصحابة جاء من تبعهم، وهم تلاميذ لأصحاب رسول الله، وأخذوا عنهم علم التفسير وطوروا ذلك العلم. واعتمدوا على تفسير آيات الله من خلال القرآن والآيات الأخرى، أي تفسير الآيات بآيات أو تفسير آيات الله بالأحاديث الشريفة أو بأقوال الصحابة، ثم مع اجتهاد هؤلاء التابعين.
وفي المناطق والبلدان التي فتحها المسلمون، انتشرت مدارس التفسير المختلفة، مثل مدرسة ابن عباس، التي تخرج منها العديد من كبار علماء التفسير، منهم سعيد بن جبير – طاووس بن كيسان – عطاء بن أبي رباح. وهذا ما يعرف بمدرسة مكة.
وأما مدرسة المدينة المنورة في التفسير فقد تخرج منها التابعون كثيرون، منهم أبو العالية رافع بن مهران، ومحمد بن كعب القرظي، وزيد بن أسلم.
ومن مدارس التفسير القديمة في هذه المرحلة مدرسة العراق، وكان زعيمها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وتتلمذ عليه كثير من التابعين، مثل: الحسن البصري – قتادة من دعمة -. مسروق الأجدع الكوفي وغيرهم الكثير.
مدارس التفسير في العصور الإسلامية المختلفة
وبعد عصر الصحابة والتابعين، بدأ علم التفسير في التطور، خاصة مع بداية تدوين الأحاديث الشريفة، حيث اكتسب علم التفسير أهمية كبيرة واستقلاله عن سائر الاجتهادات الفقهية، حتى ظهرت الكتب والمصنفات. مستقلة عن الكتب من التخصصات القانونية الأخرى.
وتطور هذا الفقه في عصر الدولة الأموية، ثم في عصر العباسيين وفي العصور الإسلامية اللاحقة، حيث كان التفسير عقلانيا ومبنيا على الفهم الشخصي للآيات الكريمة والآراء والمنطق والنظريات، مثل علوم اللغة العربية والأحاديث الشريفة والفقه وغيرها من العلوم المرتبطة بالشريعة.
وفيما يتعلق بالتفسيرات الحديثة، فقد تم إدخال نظريات علمية في تفسير القرآن لمواكبة العصر الحديث ومحاولة فهم القرآن في السياق الاجتماعي الحديث الذي نعيش فيه حول هذا المنظور الحديث، مثل تفسير القرآن الكريم. المنار لمحمد رشيد رضا، تفسير المراغي، التفسير المبسط للقرآن، التفسير الحديث وغيرها من الكتب والمؤلفات ذات الرؤى الحديثة المختلفة.
لقد أثرت هذه الاتجاهات التفسيرية على فهمنا للقرآن الكريم وارتباطنا به في جميع جوانب حياتنا، مما أدى إلى ارتباط كتاب الله القوي بحياتنا ارتباطا وثيقا وهذا هو هدف التفسير وأركان هذا العلم.
في هذا المقال؛ وقد تعرفنا على العديد من الجوانب المهمة التي تتناول علم التفسير ونشأته وخصائصه ومعناه، وما ظهرت مدارس التفسير الخاصة على مر العصور الإسلامية، وسنتعرف عليها في السطور القادمة.