فضل ليلة الإسراء والمعراج
إحدى الليالي المباركة التي يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، عند بعض الفقهاء والعلماء، توافق الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب، وهذه الليلة يحتفل بها المسلمون بالذكر والعبادة، و وتذكر هذه الليلة المباركة التي تتزامن مع الذكرى المباركة لرحلة الإسراء من مكة إلى القدس الشريف والمعراج. ولما عرج رسول الله إلى السماء السابعة فرض الله على المسلمين الصلاة في تلك الليلة، وقد فصّل كثير من العلماء جوانب كثيرة في فضل ليلة الإسراء والمعراج، وسنتعرف عليها في سطور. هذه المقالة.
ما هي فضائل ليلة الإسراء والمعراج؟
ولهذه الليلة المباركة فضائل كثيرة، فقد دلت على أمور كثيرة ضرورية ومعروفة من الدين، وهي:
- إن معجزة الله تعالى التي أنعم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اختاره لمصاحبة الأنبياء الكرام، مما يجعل مكانة هذا الدين العظيم هو الدين القطعي المكمل لجميع العقائد السابقة.
- وهذه الحادثة والرحلة تدل على مكانة المسجد الأقصى في القدس، وهو ثالث الحرمين الشريفين وأول القبلتين وله مكانة عند المسلمين.
- رحمة الله التي نزلت على عبده ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – عندما مست هذه الرحلة قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته السيدة . خديجة رضي الله عنه، وبعد أن واجه رفض أهل الطائف لدعوته الكريمة ونادى عليهم، هوجم منذ طفولتهم باعتباره آثما. ثم دعا للشكوى إلى الله، كما تقول بعض كتب السيرة بهذا الدعاء: “اللهم إني إليك أرثى ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني أمام الناس يا أرحم الراحمين”. أنت رب المظلومين، وربي إلى من تكلني؟ إلى أي مدى هو عابس في وجهي؟ أم إلى عدوٍ لي سلطانه؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن حفظك أعظم لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له في الظلمات، وما فيه من أمر الدنيا والآخرة، من أن يحل علي سخطك، أو يحل علي سخطك، فإنه خطؤك حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بك.”
- لقد اختبرت هذه الحادثة والرحلة المباركة صبر المسلمين، فهي رحلة فوق طاقات البشر، وكانت معجزة إلهية أنعم الله تعالى بها على رسوله الكريم، ومنهم أبو بكر، الذي كان ينتمي إليه طائفة كثيرة من مشركي قريش. شكك في كلام النبي، فأجابهم بجواب جازم، وهو: أنه رضي الله عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة السماء، وهو الوحي الكريم.
والجدير بالذكر أن هناك كثير من العلماء ينكرون وقوع حادثة في ليلة السابع والعشرين، منهم الشيخ ابن باز الذي قال في فتواه: “إن ليلة السابع والعشرين من رجب التي يعتقدها البعض” هي ليلة السفر والمعراج، لا يجوز تخصيصها بأي شكل من أشكال العبادة، ولا يجوز الاحتفال بها. هذا لو كان معلوماً، فكيف لو كان القول الصحيح من أهل العلم أنه غير معلوم، وقول من قال إنها ليلة السابع والعشرين من رجب قول باطل، دون أي أصل في الأحاديث الصحيحة، ومن قال حسناً فقد أحسن: الأفضل من اقتدى… وشرها “محدثات البدع”.
تعرفنا في هذا المقال على فضل ليلة الإسراء والمعراج، ذلك الحدث المبارك الذي تعلمنا من خلاله الكثير من القيم التي يحملها هذا الدين الحنيف.