معنى الوقت في الإسلام
الوقت جزء من حياة الإنسان، وأعظم ما يمكن أن يمتلكه الإنسان الآن، لأن هذا الوقت سيحاسب عليه الإنسان المسلم عما فعل وما استفاد منه. ولذلك فإن أهمية الوقت في الإسلام عظيمة عظيمة، وسنتعرف على ذلك في هذا المقال الذي يلقي الضوء على أهمية الوقت بالنسبة للإنسان.
ما أهمية الوقت في الإسلام؟
الوقت هو الوقت الذي يقضيه الإنسان في الدنيا، والذي يجب على العموم استثماره في الخيرات، واجتناب ما يضره، وتحقيق ما ينفعه. ولهذا فإن للوقت أهمية كبيرة في الإسلام، وهذا ما نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
الله يجعلنا مسؤولين عن الوقت
عند الموت وبعد انتقال الإنسان من الحياة الدنيا إلى المرحلة الأولى من الحياة الآخرة وهي حياة البرزخ في القبر، تطرح ملائكة الحكم على الشخص أسئلة كثيرة، تسأله من هو ربك ماذا؟ ما هو دينك وما هو نبيك؟ هذه الأسئلة هي ملخص لحياتك والوقت الذي قضيته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري).
وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد في تعليمه أن الصحة والترفيه نعمة لا نملكها، ولكن الله يمنحها لنا، فهي نعمة في حياتنا ويجب استعمال اليدين بما يعود بالنفع على الإنسان في حياته في الدنيا وفي الآخرة أيضاً.
بل يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره وفي ما عمل، وعن عمله). علمه وما عمل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسده فيم أكل منه).
وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يهدينا إلى الطريق الصحيح عندما يخبرنا أننا سنُسأل عن الوقت الذي قضيناه فيه أمام الله عز وجل وما هي المزايا التي لها استغلالها هو – هي.
استغل وقتك في فعل الخير
وهذه هي الفائدة الثانية في حياتنا، وهي استغلال الوقت في عمل الخير، والذي يعتبر مخزنًا للآخرة. الحياة دار عمل وابتلاء، يعمل فيها الإنسان الصالحات، ويعبد الله، ويحرم على النفس ما حرم الله عز وجل، ليجزيه الله في الآخرة الجزاء الكامل في الجنة.
ولذلك فمن ذكاء الإنسان أن يستغل الوقت في الأعمال الصالحة، وأن لا يضيعه في شيء لا فائدة منه ولا فائدة منه. وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمل الخير. اعملوا واجتهدوا واجتهدوا في الآخرة. قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث أقسم بهن، وسأحدثكم بحديث» اذكروها: لا ينقص مال عبد من صدقة ولا نقصان وما عبد مظلوم من أي ظلم صبر عليه إلا زاد الله به عزا، وما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله له باب الفقر.
استغل الوقت لإنهاء حياتنا بالفائدة
يمر الوقت بسرعة دون أن نلاحظ، لذا فإن الدين الإسلامي يولي أهمية كبيرة للوقت ويربطه بالحياة حتى لحظتها الأخيرة. ويؤكد العلماء والفقهاء أن استغلال الوقت من خلال عباد الله المخلصين هو من إيمانهم، وهم يعلمون أن ما فعلوه في وقتهم سيكون أمامهم في الآخرة. وعند الحساب قال الله تعالى: (يوم تعلم كل نفس ما عملت من خير وما عملت من سوء، وددت أن بينه وبينه أمدا طويلا).
وكذلك المسلم يعتقد أن الزمن مرتبط بالحساب، وأن حسن الخاتمة في الموت ما هو إلا نتيجة العمل الذي يقدمه العبد لله عز وجل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليعمل بعمل أهل النار، فيكون من أهل النار، فيعمل بعمل أهل النار». أهل النار الجنة» وهو من أهل النار. الأعمال الدائرية. وفي رواية عن الإمام أحمد في المسند، أكدها الأرناؤوط: «إن الأعمال بمقتضاها» (صحيح البخاري).
كيفية استغلال الوقت لصالح الإنسان المسلم
الآن ربما تتساءل كيف يمكننا استغلال الوقت في الأعمال الصالحة في حياتنا؟ ونجد هنا العديد من الأعمال التي ستساعدك على استغلال وقتك وإتاحة العمل الصالح في أي وقت، وذلك من خلال:
- تحديد وقت للقراءة: يمكنك تحديد وقت للقراءة لا يزيد عن خمس دقائق بعد كل صلاة مفروضة تقرأ فيها آية من القرآن الكريم، ليصبح المجموع حوالي نصف ساعة يومياً.
- الصلاة في وقتها: من أهم الأعمال الصالحة وما يرضي الله عز وجل هي الصلاة في وقتها. هذه الصلاة ستساعدك تدريجياً على تنظيم يومك وحياتك بطريقة مبهرة، مما يسمح لك بربط الأعمال بها وجعل كل وقتك مرتبطاً بالصلاة.
- خصص وقتًا لقراءة كتاب مفيد كل يوم.
- اربط نواياك الطيبة بعملك واجتهد في العمل والكسب المشروع.
هناك فصول كثيرة عن الأعمال الصالحة مثل الصدقة وصلاة الليل والذكر أثناء فترات الراحة في العمل أو أثناء انتظار المواصلات، وكذلك في أوقات أخرى من حياتك اليومية. ولذلك يجب استغلال كل دقيقة في طاعة الله تعالى وعبادته، حتى لو كانت صغيرة.
واجعل هذه الآية الكريمة شعارك للحياة: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينه أجره على ما وسع إنه يعمل).
عبارات مشجعة يمكننا من خلالها استغلال وقتنا
ونختم مقالتنا ببعض الأفكار والعبارات التي تشجعنا على الاستفادة القصوى من الوقت في حياتنا، مثل:
- الاستفادة من الشيء الجيد تزيد من أهميته (فحاول أن تستغله بأشياء تنفعك وابتعد عن الأشياء التي تضيع الوقت وتدمر حياتك).
- إن في القلب وجعًا لا يخففه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يخففه إلا الفرح. من معرفته وصدق التعامل معه، وفيه خوف لا يخففه إلا الاجتماع حوله والفرار منه إليه، وفيه نار الندم التي لا يطفأها إلا الرضا بأمره. ونهيه وأمره واحتضانه يدوم عليها حتى اللقاء به، وهناك طلب قوي لا ينقطع دون أن يكون هو الوحيد المطلوب، وهناك حاجة لا تشبع إلا من خلاله يمكن أن تصبح حبا. ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لما سدت هذه الحاجة أبداً.
- هل تعلم كيف يتم سرقة حياة الإنسان؟ ينشغل عن يومه انتظاراً لغده، ويستمر في ذلك حتى ينتهي أجله ولا تصلح يده.
- إن تأخير العطاء والإصرار على التوسل لن يتركك في حالة يأس، فهو يضمن لك الإجابة على حسب ما يختاره لك، لا على ما تختاره أنت، في الوقت الذي يشاء، في الوقت الذي تريد.
- الساعة بطيئة جدًا لمن ينتظر، سريعة جدًا لمن يخاف، طويلة جدًا لمن يندب، قصيرة جدًا لمن يفرح، لكن الوقت هو الخلود لمن يحب.
- الرجل الذي يجرؤ على إضاعة ساعة من وقته لا يدرك قيمة الحياة. إذا كنت تريد استغلال وقتك بحكمة، فانظر إلى ما يهمك أكثر وامنحه كل ما لديك.
- من يقضي يومًا من حياته دون حق في إنجازه، دون التزام بتنفيذه، دون مجد إنجازه، دون الثناء الذي ناله، دون الأسس الجيدة التي أرساها، أو دون تلك المعرفة التي اكتسبها، فظلم يومه وظلم نفسه.
تعرفنا في هذا المقال على مدى أهمية الوقت في الإسلام وكيف أن استغلال الوقت جزء من دين الإسلام. لذا علينا أن نفكر مرة أخرى في كيفية استغلال وقتنا فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة.