الذاكرة بين الإنسان والبيئة الرقمية
- الذاكرة تختلف بين الناس. وهي الذاكرة المرتبطة بأحداث وأحداث، وتحدث في الماضي البعيد، كالنقش على الحجر، تمتد مع الإنسان طوال حياته. يشير مصطلح “الذاكرة الممتدة” إلى الذاكرة الدائمة ووسائط التخزين الرقمية، وهي تقليد الذاكرة البشرية في المهمة المهنية المتمثلة في تخزين واسترجاع المواقف والأحداث والمعرفة والقدرة على الحساب من خلال تقنية التقليد والتخزين الرقمي باللغة الرقمية ومفرداتها (صفر وواحد)، بحيث تكون هذه اللغة الرقمية هي الأساس لتخزين كل ما يتم إدخاله في وسائط التخزين الرقمية، سواء كان إدخالاً نصياً أو صوتياً أو مرئياً من العالم الحقيقي الواحد إلى بيئة العالم الرقمي الافتراضي .
- وتتحول هذه الذاكرة الرقمية إلى ذاكرة تنافس ذاكرة الإنسان، فانعكس تأثيرها السلبي على المهارات الحسابية لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وكان هناك اعتماد قوي على استخدام أجهزة الكمبيوتر في العمليات الحسابية الأولية، والأعداد البسيطة. مما أدى إلى تراجع المهارات الحاسوبية، وتأثيرها على تراجع قدرات الإنسان بسبب اعتماده على الذاكرة الإلكترونية المستخدمة في العمليات الحسابية الأولية التي يتعامل بها الإنسان عند البيع والشراء، وهي تختلف عن القدرات البشرية للأجيال السابقة مرحلة الحوسبة الإلكترونية التي اعتمد فيها الإنسان على ذاكرته الفطرية أكثر من اعتماده على الذاكرة الاصطناعية الإلكترونية. وهكذا أصبحت صناعة الكمبيوتر الإلكتروني العنصر المساعد الأول في دقة وسرعة العمليات الحسابية وحل المعادلات المعقدة، وهذا أيضاً فخ للحد من قدرة الإنسان على عدم الاعتماد على الاعتماد على الذات في حل مشاكل الحياة، وهي والحساب على أساس ذاكرة الحواسيب الإلكترونية، في بيان واضح لعجز القدرة البشرية التي خلقت الحواسيب الإلكترونية عن القيام بهذه الوظائف، وهو ما يتناقض مع المنطق القائم بين قدرة الصانع والمصنّع.
الذاكرة والخيال والقوانين الثلاثة للروبوتات
بعد نجاح الإنسان في إنتاج أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية بهدف التغلب على الخطأ البشري وتعظيم القدرة على التخزين والاسترجاع أثناء إجراء العمليات الحسابية المعقدة بسرعة ودقة تفوق الأداء البشري العادي، ظهرت المرحلة الثانية من الخيال العلمي في منافسة القدرات البشرية في استكمال الأعمال والمهام، بهدف تقليل التكاليف المالية على العمال وتقليل مخاطر الإصابة الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة، كما هو الحال في كشف الألغام وتفجيرها واستهداف كميات كبيرة من الإنتاج من خلال التصنيع الآلي واسع النطاق للمهام المتكررة مثل صناعة الأدوية والسيارات والدوائر الإلكترونية.
قوانين أسيموف للروبوتات والأمن البشري في الخيال العلمي
قدم إسحاق عظيموف ثلاثة قوانين للتحكم في عمل الروبوتات الآلية (الأتمتة: نماذج آلية للأشخاص) في صناعة الذكاء الاصطناعي لضمان سلامة الإنسان.
- أولاً، يجب ألا تؤذي الروبوتات أي إنسان، أو تعرض حياته أو سلامته البدنية للخطر، أو تفشل في الإبلاغ عن أي تهديد لسلامة الإنسان.
- ثانياً، يجب على الروبوتات أن تطيع أوامر الإنسان ما لم تتعارض أو تنتهك القانون الأول المتمثل في الحفاظ على حياة الإنسان وسلامته.
- ثالثاً: يجب على الروبوتات أن تحمي وجودها وتحافظ على بقائها، بشرط ألا تخالف القانونين الأول والثاني.
الجراحة الروبوتية وقوانين الخيال العلمي لأسيموف ذات المخاطر العملية
ورغم أن القوانين الثلاثة التي وضعها إسحاق عظيموف تعتبر مدخلاً للأمن الأخلاقي في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق الحماية والأمن للبشر، إلا أنها في هذه المجالات، تعود إلى الإمكانيات المتنوعة التي تتمتع بها الروبوتات في مجالات الصناعة والتصنيع. توفيراً للسلامة، كثرة حوادث الروبوتات في مجالات الإنتاج والخدمات، فقد تمكن من تطوير روبوت جراحي لإجراء العمليات الجراحية المجهرية، بهدف تجنب الفتحات الجراحية في مساحات واسعة، ليتمكن الجراحون من استخدام أسلوب الفحص المجهري الدقيق وجاءت النتائج بسبب وقوع حوادث أثرت على سلامة بعض المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية بواسطة الروبوت الجراحي مما أدى إلى حدوث مضاعفات وتعريض حياة المرضى وسلامتهم للخطر، فضلا عن الحوادث التي سببها العاملون في خطوط الإنتاج عمل الروبوتات الأمر الذي يتطلب ضمان حماية الأشخاص والحفاظ على سلامتهم من مخاطر الروبوتات الحالية والمستقبلية.